ثورتى ضد القيود

الثورة هى ان تكتشف فى كل يوم جديد ان حياتك تحتاج الى التغيير

الأحد، ديسمبر ٠٣، ٢٠٠٦

كازانتزاكس يعترف


منذ قرائتى لرائعة كازانتزاكس "المسيح يصلب من جديد" و انا يعترينى خوف كبير من قرائه مجددا نفس الخوف الذى جعلنى امتنع لسنوات عديدة حتى الان عن قراءة غسان كنفانى بعد ان قرأت رجال فى الشمس اضافة الى العديد من مجموعاته القصصية
شعرت بنفس ذلك الشعور من جديد و لكن بعد ان ذهبت اثار ما يصنعه الادب الصادق الحقيقى المعبر عن معاناة مجتمع و ليس مجرد معاناة فردية من الام نفسية عميقة و احساس بالتقصير تجاه كل قضية نؤمن بها ، استطعت مرة اخرى ان اتناول عمل جديد من اعمال كازانتزاكس ليرافقنى لايام عديدة فهذا الكاتب من هؤلاء الكتاب الذين ما ان تجد عملا له حتى تشعر انك لا يريد ان ينتهى الى الابد حتى لا تذهب متعته وان كانت متعة محفوفة بالمخاطر و الالام
كان ذلك العمل" الحرية او الموت" لا يهمنى ما هى نهاية العمل لاننى لم اصل اليها و حديثى الان كله يتعلق بعبارة واحدة من العمل جعلتنى اتوقف امامها لافكر كثيرا و هى حينما قال بطل الرواية
اننى اتهم الله ... اتهمه بأنه لم يمنح ابناء كريت اجسادا من فولاذ تمكنهم من الصمود مائة عام او مائتين او حتى ثلاثة حتى تحرر كريت .. و بعدها ليكن ما يكون .. حتى و لو تحولنا الى تراب او رماد
نعم و انا ايضا اتهم الله مع كازانتزاكس او كما اتهمه على طريقة بهاء جاهين
يا رب رحمتك للارض ما بتجيش
الا قليلا قليلا
ليه بقى التطنيش
استغفر الله و لكن حزنى عادته يجيش
كل اما امسك قلم اسود عشان ما ابكيش

نعم اننا يا الله نحتاج الى عونك امام ما نلاقيه من الام اننا نحتاج الى اجساد من فولاذ و قلوبا لا تقل عنها جمودا لكى نتحمل ان نصمد امام كل ما نلاقيه
اننا نحتاج الى كثير من الايمان لكى نستطيع ان نغير ولو قليلا من ما نجده فى حياتنا اليومية اعرف ان الحل ليس هو النواح لان طالعنا زحل كما قال نجيب سرور
و لكن نحن نحتاج الى اجساد فولاذية لنطيق الظلم الذى يحيط بنا و لنغيره و لكن ان لم يكن لنا تلك الجساد فان ارادتنا لن تنكسر حتى نحرر كريتنا من كل ما تغرق فيه من ظلم و فساد و ديكتاتورية و قمع و سو ف نغير كريتنا قريبا
طالما هناك من يحمل الامل راية و النضال طريق و التغيير حلم سوف نستطيع ان نغير كل ما يحيط بنا دون اجساد من فولاذ و لذلك ان لا اتهم الله و لكن اتهم كل من يستسلم للخوف و الالم و المعاناة كل من يرفض ان يكون جسده جسرا للحرية، اتهم كل من رضى بغد مظلم و مغموس بالذل و المهانة
كل من لم ينطلق يوما ليحفر مستقبلا لا ينعم فيه ولاد الايه بحقوقنا لننام و نحن نردد يا بخت مين بات مظلوم
لابد ان نبات جميعا و نحن نضمن حقوقنا و حقوق الاجيال القادمة ان ما نحصل عليه من مكاسب اليوم و مانصنعه من تغيير هو ليس مجرد مكسب لنا و انما هو لمستقبل يعيد صياغة التاريخ لاجيال لابد لها فى الغد ان تحصل على حقوقها
و لذلك ياليت لنا اجساد من فولاذ و لكن ان لم يكن فنحن بما لدينا كفيلين بتلك المعركة حتى ولو تحولنا بعد ذلك الى تراب او رماد

1 Comments:

  • At ١٢:٤٢ م, Blogger الحمقاء المضلله innominate x said…

    انا مش عارفه يا نهى بس تقريبا دا اول مقال ليكى ف البلوغ. رحمه ربنا يا نهى مش حتنزل على ناس غايبه عن الوعي و مستسلمه للأمر الواقع.عامه أنا ح add u في اللنك بتاعي و سلميلي على شفيق.

     

إرسال تعليق

<< Home