ثورتى ضد القيود

الثورة هى ان تكتشف فى كل يوم جديد ان حياتك تحتاج الى التغيير

الخميس، فبراير ٠٨، ٢٠٠٧

بعض الجراح تنزف شوقا


سبق و تحدثت عن طاهر بن جلون و ها انا اقدم جزء من رواية ليلة القدر قد اسر قلبى قبل عقلى لم اتناوله على انه مجرد رسالة حب و لكنى اتخيله رسالة حب منى اليك اصف بها كل ما اكابد ، اشم عطرك و انا اكتبها ، اتلمس الطريق اليك و انا اسطر حروفها . انها تلك الرسالة التى لا استطيع سوى ان اقرأها لتتداخل مع خيالى العاشق ليمتزج دمها بدمى و تخطو روحى تلك المسافة المسموحة قبل الدخول الى عالم لا نهائى من الورود المبعثرة و الالحان السماوية ورائحتك ، لتنزف كل جراحنا شوقا ابديا له رائحة عطر اثيرى يغمرنا سويا
اقدم من كلمات غيرى رسالة لم تعبر سوى عنى او عن ملايين العشاق الذين لا يعنينى منهم سواك

صديقى
احمل تواضع الكلمات ابلاغك بظل الذكرى المترنح ، و هو ما بقى لى من قصيدتنا . هاقد انفضت بضعة شهور و ربما قرن ، و أنا أسير نحوك ، مادة ذراعى مثل التمثال الذى يتقدم فى الأسطورة نحو البحر . لست خلفك ، بل سلكت الطرق المقابل لألقاك ، و يتلاقى وجهانا مضاءين بالنور نفسه . أتقدم و تحت قدمى أحس بقطعة منى تمد جذورها فى الأرض . ان الطبقة الكثيفة من العتمات التى أنظمها حولى هى العازل الذى يغطينى و يحمينى ، تارة عزما ، و تارة خمارا مرفوعا فى وجه الضوء . اننا ، أنت و أنا ، من الحلم نفسه ، مثلما يكون آخرون من البلد نفسه ، و لن أقول ابدا من العائلة نفسها . يحنو صوتك على مثل صدى نشيد صباحى ، و يرافقنى فى المسير . صوت عار من غير كلمات ، من غير عبارات ، مجرد دفء الهمس . و حيثما تكون ، تتعاقب الفصول دون ملامستنا ، تمضى و تعود ، خلف الجبال . لا أقوم بأية صلاة من اجل صداقتنا – و تقول أنت حبنا – فهى خارج الكلمات . أنها نبتة عريضة الاوراق مغروسة فى ضميرى و قلبى . تصد عنى التفسخ و العجز فى الانتظار . فيحدث لى أن أمتلئ بالحزن ، و هو حزن بليد و ثقيل يحتوينى كمعطف من النجوم الآفلة . و هنا لا أفعل شيئا . أترك هذه اللحظات التى تفصلنى عنك تمر . انك تبتعد و نظراتك تتحول ، أعرف هذا و لا أستطيع له دفعا . أقتات كثيرا على هذا الشعور الذى أحسه لمجرد التفكير فيك . ان الزمن الذى أسير فيه هو صحراء ، رملها تارة بارد و تارة محرق . أعرف أن الزمن نهر عميق و متقلب . و أنا اتبعه . أنه الحاسة التى تقود نحو مكان لقائنا المقبل

صديقى ، أرجو أن تجدك هذه الرسالة فى صحة طيبة . فهنا ، كما تعلم ، لا ينقصنى سوى رؤية وجهك . و بين انتظارى و عودتك اتساع
بحر ازرق . أقبل يديك

1 Comments:

  • At ١٠:٤٩ ص, Anonymous غير معرف said…

    الله عليكي يانهى.
    كم أن هذه الكلمات لمست قلبي بشدة وأحسستها
    كم أنتي رقيقة وجميلة دائماً
    إلي الامام....

     

إرسال تعليق

<< Home