ثورتى ضد القيود

الثورة هى ان تكتشف فى كل يوم جديد ان حياتك تحتاج الى التغيير

الأربعاء، سبتمبر ١٠، ٢٠٠٨

هو و هى "قصة عادية"



كان يفعل ذلك كل مرة .. يبتعد لعدة اسابيع ... ربما تمتد لعدة شهور ظنا منه ان تلك هى الوسيلة المثلى حتى لا تعتاد عليه .. كان يخشى طوال الوقت فى اعماق نفسه ان يحدث له مثلما حدث لتوماس فى " خفة الكائن التى لا تحتمل " بل فى كثير من الاحيان كانت تصيبه نوبات من الاكتئاب يشعر بها ان كونديرا لو لم يكتب رائعته الخالدة لاستطاع ان يرويها هو بمنتهى البساطة و بدون اى توقف عند الفواصل او الهمزات ..فقد كان واردا ان تصبح قصة حياته .. ظن ان ذلك ممكنا لو لم يخطط جيداً و ينفذ بشكل اشد براعة عمليات اختفائه المتتالية مرة تلو الاخرى ..علها تيأس أو تنهار تحت وطأة الملل..


اما هى فكانت لا تعير ذلك اهتماما بالمرة .. كانت تصر عليه ..هذا ما قد جعلها هو تعتاد عليه بالفعل .. فكانت فى كل مرة من اختفائاته الغريبة تصبح اكثرهدوءا من سابقتها ..لا تتذمر و لا تمل .. تسير اليه بدأب نملة .. لا تثنيها مغامراته .. و لا تبعدها عصبيته الوقتية .. كانت تفكر طوال الوقت انها فى مسيرتها اليه ليس لديها رفاهية الاختيار فقد حكم قلبها و قضى الامر ..


هو كان يتعمد بعد ان يتضاجعا ان يسبها .. يلعنها .. يتفوه بكل الالفاظ التى تمت للضجر بصلة ..


هى كانت تعرف انه يريدها ان ترحل .. تتذكر تلك الليلة عندما ظل يلح عليها ان ترحل الى بيتها بعد منتصف الليل .. كانت تعرف انه لم يعتاد البشر .. خلق وحيدا و يخشى كل ما هو غير الوحدة..لا ينام بجوارها كما كان يفعل توماس و حينما يفعل كان يدير ظهره وينام فى صمت .. كان لديها دأب تيريزا .. و لكنها لم تكن ترغب ان تكون هى تيريزا.. عرفت جيدا انه يعتقد انها مازوخية يظن انه عندما يسبها حينما يتضاجعا انها سوف تسعد اكثر و تشعر بلذة .. لم تكن تشعر سوى بالاهانة و لكنها فى كل مرة كانت تكتم غيظها.. ظنت انه يفعل ذلك كنوع من التوازن فى مواجهة احداهن التى استطاعت ان تخترق حياته بل و اصبح لديها الجرأة ان تتقاسم معه سريره فى بعض الليال ..


هو لم يكن يعتقد بالمرة انها مازوخية .. و ما شأنه بالمازوخيات …و لماذا يقرب احداهن الى دائرته ؟ .. ألكى تعذبه و تعذب نفسها قبله ؟!!! … و هل تحتمل الحياة مثل تلك المأساة .. لقد كان ما يحركه هو يقينه انه ان لم يحاول ابعادها بشتى الطرق سوف تظل ملتصقة به كعاقبة افعاله ..ليعانى منها ابد الدهر .. وهكذا فى كل مرة كان يشعر بها بلذة الاورجازم بداخلها كان يحاول ان يطردها من حياته علها لا تاتى مرة اخرى ..


هى كانت تحتمل بدورها كل العابه معها فقد كانت تشعر و هى الى جواره انها تحلم بحلم لا تتمنى ان تفيق منه .. فى ضمته تشعر انها تتحكم فى حياتها و تقرر مصيرها .. حين يقبلها تشعر انها تبعث من جديد ..كانت تفتقده طوال الوقت .. و فى احيان كثيرة كانت تشعر بمذاقه فى فمها و رائحته تتغلغل روحها .. كانت فى كل مرة تذهب اليه تشعر بانها تتخيل نفسها كما قال نزار :

تتصورين الحب صندوقا مليئا بالعجائب

و حقول غاردينيا و ليلا لازوردى الكواكب


كان يسخر من رومانسيتها الساذجة و كذلك كانت تستفزها واقعيته .. اصبحت لا تستطيع ان تبعده .. يسعدها وجوده

و تشعر انها لا تقدم له سوى القليل .


كان يوتره وجودها .. يقلقه .. يثير استيائه احياناً .. يجعله يغضب و يثور ...و لكنه بالرغم من ذلك كان يشعر انه يعرفها منذ زمن .. يتذكر المرة الاولى التى تلامسا بها .. لا تستطيع ان تبارح خياله .. يتذكر الكثير من مراتهم سويا .. يضحك حينما يتذكر بعض التفاصيل .. و لكنه كان مدركا انها مثلهن .. تأتى و لابد ان تمر بسلام .. مرور الكرام .. دون ان يجعلها تترك اثرا ورائها ..


كانت تصر ان تترك اثرا ورائها … ان تفرض وجودها فرضا و دون استئذان .. و هو الامر الذى كانت تعرف جيدا انه يثير غضبه .. كانت تتعمد ان تغيظه كما يفعل معها .. كان يقسو عليها فكانت تسعد بقسوته بشدة … كانت تؤمن انه يقسوعليها محاولا ان يبعدها لانها تخطت المسافات المسموحة .. كانت لا تشعر باى موانع من ان تتغير الى ما يناسب ذوقه .. طالما لم يطلب منها ماهى ضده .. فى ذات الحين الذى كان ينتقدها بمنتهى القسوة كانت تشعر انه يدللها .. فقد كانت توقن ان تلك هى علامة من علامات الاهتمام .. و لم يكن يعنيها ان لم تكن هى العلامة المنشودة كان يكفيها ما تظنه و لا يهمهما الواقع مطلقا ..


اما هو فكان لا يبوح بما يفكر فيه .. حتى حين يروى لها عن حياته و افكاره و مشاعره كان يبوح بما يريده فقط .. لا يصرح بالحقيقة كاملة.. لكنها كانت تشعر ان وجودهما سويا كان حقيقة لابد من ادراكها جيدا ..


كانا (هو وهى) ذلك الكيان الذى يلتحم فى ضمة و يفترق فى لحظة ملل .. كانا ذلك الكيان الذى كتب له ان يلتقى ليتعذب و يعذب الاخر فى اريحية و وحشية منقطعتا النظير .



الثلاثاء، سبتمبر ٠٩، ٢٠٠٨

نظرية طفية السيجارة


سعيدة فعلا بالخطوة دى .. اللى يمكن هى مش مهمة خالص .. لكن كفاية انى اكون سعيدة بيها .. حتى لو تافهة و مش مهمة نهائى ..بالنسبة لغيرى و بالنسبالى كمان..برضه مش دا اللى كنت عايزة اقوله.. مبسوطة النهاردا لانى قررت بعد كل الصمت اللى كنت محبوسة فيه انى ارجع اتكلم من جديد و دى حاجة يمكن كنت متخيلة انى مش هقدر اعملها تانى خالص ..من غير لف و دوران كنت بفكر اسكت و اريح دماغى .. بس لقيت الدنيا تستاهل ان الواحد يبوح شوية..حتى لو لنفسه .. حاجات كتير كانت بتعدى على الواحد كانت تستاهل تتقال ... اغنية حلوة ..موقف مش ولابد أو ولابد .. حدث مهم .. حاجات كتير تستاهل .. بس كنت مش عارفة الالقى طاقة انى اتكلم .. او يمكن مش عارفة الاقى نفسى .. من غير مط و تطويل .. فى وقت قررت انى مش هكتب تانى ابدا لدرجة انى كنت شاكة انى نسيت الباسوورد بتاع البلوج لكن اكتشفت دلوقتى انى غبية ..فعل الكتابة و القراية عامل كدا زى لما تحب و تتحب حاجة كدا صعب موت انك تقرر انك تقلع عنها .. و الافضل متحاولش ..يمكن قررت انى اكتب بسبب اكتشاف وحيد .. اكتشفت انى مجرد طفية سيجارة فى قعر طفاية سجاير مليانة على اخرها باعقاب السجاير ...و قال ايه متخيلة نفسى انى ممكن اعمل معظم النار على اساس انى مستصغر الشرر .. و دا طبعا كلام فارغ .. لانى ببساطة طول ما انا راقدة فى قعر الطفاية مش هعمل اى حاجة .. وكل اللى هيحصل ان حد لطيف عنده انطباع حوالين نفسه انه شخص بيحب النظافة و يقوم دالقها فى اقرب زبالة .. و عادى بقى اهى بتتنسى زى كل اخواتها .. و لذلك قررت انى احاول اغير شوية فى حياتى و اعمل كدا منظر بدل الركود المميت اللى حاصل .. عشان مابقاش مجرد طفية سيجارة فاكرة قال ايه انها مستصغر الشرر و هى و اخواتها مش اكتر من مجرد سبارس ...
ملحوظة: اللى مش فاهم مش مهم يفهم .. مش لما افهم انا الاول