ثورتى ضد القيود

الثورة هى ان تكتشف فى كل يوم جديد ان حياتك تحتاج الى التغيير

الأربعاء، فبراير ٢١، ٢٠٠٧

نوبة صحيان


كنت افكر ماذا يستحق منى هؤلاء المثقفين الثوريين الذين اثبتوا براعة غامرة فى القاء اللوم على التطور التاريخى الذى لا يسمح بالتحرك فى اتجاه مش عارفة ايه و ايضا الصراع الطبقى الذى قد تمحور حول شئ لا افهمه حقا و لا حتى هم يفهمونه

فكرت ان اعطى اهداء لكل من بذل جهدا فى الجلوس على القهوة و رفض التوريث و شجب التمديد و كأنه يعتقد انه اصبح رئيس فى قمة عربية ع العموم تحية منى الى الجريون و البورصة و الحرية و البستان و التكعيبة و ريش و اى مكان سوف يجلس به هؤلاء الذين و صفهم احد اصدقائى بالحنجوريين و هم كذلك بالفعل

و نصيحة رفاقية إذا كنتم تشعرون بالفعل ان زمان النضال قد ولى

خليكوا قاعدين

و اسمحولى ان اقدم مقطع شعرى كمجرد عزاء لنفسى و لزمن النضال

يعيش اهل بلدى

وبينهم مفيش

تعارف

يخلى التحالف يعيش

تعيش كل طايفه

من التانيه خايفه

وتنزل ستاير بداير وشيش
لكن فى الموالد
يا شعبى يا خالد
بنتلم صحبه
و نهتف .. يعيش
يعيش اهل بلدى


يعيش المثقف على مقهى ريش
يعيش يعيش يعيش
محفلط مزفلط كتير الكلام
عديم الممارسة
عدو الزحام
بكام كلمة فاضية
و كام اصطلاح
يفبرك حلول المشاكل قوام
يعيش المثقف
يعيش يعيش يعيش
يعيش اهل بلدى


يارب تفوقوا و ادى نوبة صحيان تانية بعد الاولانية

تفكك


اتمنى دائما ان يتفككوا حتى اتخلص من تلك العبودية
اتمنى لهم الفشل لأنهم اوهمونى جدا
افكر مليا فى أن احاول الا يصيب الزمن حلمى بالعطب
اتململ
ثم احزم امرى ان اتركهم يفشلون
ولا يحصلون منى سوى على مصمصمة الشفاه
اضحك من اعماق قلبى عندما اراهم يتساقطون واحدا تلو الاخر
إذا رأيتهم صدفة سوف تعرف أنهم ابناء حلم مهزوم غدره الزمن
لا تبكى عليهم ولا تتعاطف معهم
فقط اضحك مثلى... فهذا هو الحل
اتمنى ان ينتهى بهم الامر سريعا حتى لا اتورط عاطفيا معهم اكثر من ذلك
ترى هل سوف استعيد ذلك الاحساس بالاهتمام لأمرهم؟
هل سوف اتخلص من ذلك الاحساس بالغربة الذى يلفنى ؟
انا لا عرف سوى انهم لازالوا يستفزوننى
و انا لازلت اتعامل بلا مبالاة
و اننا نبتعد كثيرا و كل ما بيننا من حب و صدق
يغرق فى بحار من الالم و السلبية

كيف تعمل الماركسية


اتذكر الان تلك اللحظة كما لو كانت اليوم فقط عندما اشارت اسماء الى كتاب كيف تعمل الماركسية قائلة انه كتاب عظيم ... لم اكن اتصور اننى سوف اجد فى ذلك الكتاب ما وجدت من افكار فتحت لى عالما سحريا الى الاشتراكية على طريقتها الراديكالية ، و توالت بعد ذلك قراءاتى فى الاشتراكية فقرأت لكريس هرمان – كاتب نفس الكتاب- دراسة حول تحريرالمرأة و الاشتراكية الثورية و وجدت فى تلك الدراسة ما كنت احلم به من افكار حول البعد الطبقى لتحليل قضية اضطهاد المرأة
و هكذا اخذتنى تلك الدوامة من الكتب الجذابة بل المغناطيسية التأثير فقرأت فى الاقتصاد الماركسى و فهمت كيف تحمل الرأسمالية فى طياتها عوامل انهيارها و كيف ان حلم التحرر الذاتى قادم لا محالة .. تعرفت على كتابات
انجلز و ماركس و لينين و تروتسكى و ظل لينين فى مخيلتى و وجدانى هو رمز الشيوعية الخالصة فحينما يقولون كلمة قلم سوف تتخيل فى ذهنك شكل القلم و هكذا هو الحال معى حتى الان فحينما تقال اشتراكية لا اتخيل سوى صورة لينين محفوفة بالورود و الامال العريضة تحيط بها العديد من البقع الداكنة و لكنها لا تنفى ان الصورة لا تزال آسرة للقلوب
جذبتنى تلك الافكار و شبعت وجدانى و ملأتنى بالاحلام او قل ( بالامال الكبرى ) لأن واقعنا لا يختلف كثيرا عن واقع ابطال ديكنز ضحايا الثورة الصناعية و بالرغم من توالى الايام الا ان كيف تعمل الماركسية ظل بجدارة هو الكتاب المحبب الى قلبى ، لكن مع توالى الاحداث و اندحار او ما اظن انه انتحار حركة التغيير التى عاصرت نمو ذلك الحلم لدى اخذت احاول ان افكر مجددا فى ماهية تلك الماركسية و قد الحت على ذهنى تلك الفكرة بشكل كبير عندما رأيت النضالات العمالية المتكررة فى العديد من المصانع و فى مقابل ذلك صدمت بصمت اليسار الذى لم يفتح فمه لا مؤيدا و لا معارضا و لا عزاء لهؤلاء العمال الشرفاء ، و الغريب هو تلك الحالة من الصمت الرهيب التى سادت اليسار من اكثر فصائله راديكالية و انت نازل و كأنهم كانوا يغنون هامسين فى سرهم اغنية البيتلز
و بالطبع اذا كان حظك مش ولا بد و قابلت احد اليسارين فى ذلك الوقت و سألته عن تلك النضالات سوف تجده يغنى لك بصوت مرتفع
Please, don't spoil my day, I'm miles away
And after all I'm only sleeping
كل ما احاول ان اقوله اليوم انه بعد ان انفض المولد و هو بالطبع مولد النضال العمالى لم اجد فى نفسى سوى رغبة
عارمة فى ان اضرب نفير نوبة صحيان لأنى كل ما اخشاه ان نكون كيسارين قد اصبحنا من مناضلى البورصة و البستان و مقاهى وسط البلد او حتى ان نتحول الى مناضلى الاجتماعات من منظرين و حنجوريين و بتوع الابندا و حركات فلن ينفعنا تحالف اليسار بشئ اذا ظللنا حتى يوم يبعثون نحاول ان نتوحد و الجماهير تناضل دون ان نحرك ساكنا
كما انى اخشى ان ارى فى يوم من الايام ان الماركسية قد تحولت الى قاذفة الصواريخ التى قد ظهرت فى نهاية احد الافلام حينما حاول البطل ان يطلق منها صاروخا لينقذ به الارض فلم تعمل فاضطر لكى ينقذ الارض ان يفجر نفسه بدلا من الصاروخ... كلى امل ان لا نضطر الى تفجير انفسنا للقضاء على الرأسمالية و ان تعمل الماركسية .. او على الاقل هكذا ارى كيف تعمل الماركسية

الاثنين، فبراير ١٢، ٢٠٠٧

مقهورة


من كتر القهر أنا وياك

ما بدى انقهر مرة جديدة

الأحد، فبراير ١١، ٢٠٠٧

winter wine


Strawberries cherries and an angel's kiss in spring

my summer wine is really made from all these things


الموضوع طبعا مالوش علاقة بأى
wine


لكن هيه دى الصورة اللى اختارها محمد شريك حياتى و برضه شريك البلوج دا معايا يعنى النص بالنص فى كل حاجة ... حاجة صعبة


المهم النهاردا خرجنا و اتخانقنا و اتصالحنا فى الاخر ربنا ما يقطعلنا عادة و قعدنا فى الحرية مول نكتب التدوينة دى عشان نفتكراننا فى كل مرة نتخانق لازم بعدها نرجع نتصالح و عشان كمان نتأكد ان كل تدوينة لازم يكون وراها كام حدوتة اعمق بكتير من السطور المكتوبة فيها و مش كل واحد يحب يسطح ليكم الامور لازم تصدقوه لأن الحياة اكثر تعقيدا من اننا نختصر الصلح و الخصام فى كلمتين و عشان كدا و احنا قبل عيدالحب بكام يوم نحب نقول لكل اصحابنا و اللى مش اصحابنا اللى بيحبوا يارب ماتتخانقوا ابدا و تفضلوا فى حب و سعادة و اللى مش بيحبوا ربنا يوعدكوا بالحب الحقيقى


ملحوظة


محدش يدق على
summer wine


و اعتبروها
winter wine

الخميس، فبراير ٠٨، ٢٠٠٧

بعض الجراح تنزف شوقا


سبق و تحدثت عن طاهر بن جلون و ها انا اقدم جزء من رواية ليلة القدر قد اسر قلبى قبل عقلى لم اتناوله على انه مجرد رسالة حب و لكنى اتخيله رسالة حب منى اليك اصف بها كل ما اكابد ، اشم عطرك و انا اكتبها ، اتلمس الطريق اليك و انا اسطر حروفها . انها تلك الرسالة التى لا استطيع سوى ان اقرأها لتتداخل مع خيالى العاشق ليمتزج دمها بدمى و تخطو روحى تلك المسافة المسموحة قبل الدخول الى عالم لا نهائى من الورود المبعثرة و الالحان السماوية ورائحتك ، لتنزف كل جراحنا شوقا ابديا له رائحة عطر اثيرى يغمرنا سويا
اقدم من كلمات غيرى رسالة لم تعبر سوى عنى او عن ملايين العشاق الذين لا يعنينى منهم سواك

صديقى
احمل تواضع الكلمات ابلاغك بظل الذكرى المترنح ، و هو ما بقى لى من قصيدتنا . هاقد انفضت بضعة شهور و ربما قرن ، و أنا أسير نحوك ، مادة ذراعى مثل التمثال الذى يتقدم فى الأسطورة نحو البحر . لست خلفك ، بل سلكت الطرق المقابل لألقاك ، و يتلاقى وجهانا مضاءين بالنور نفسه . أتقدم و تحت قدمى أحس بقطعة منى تمد جذورها فى الأرض . ان الطبقة الكثيفة من العتمات التى أنظمها حولى هى العازل الذى يغطينى و يحمينى ، تارة عزما ، و تارة خمارا مرفوعا فى وجه الضوء . اننا ، أنت و أنا ، من الحلم نفسه ، مثلما يكون آخرون من البلد نفسه ، و لن أقول ابدا من العائلة نفسها . يحنو صوتك على مثل صدى نشيد صباحى ، و يرافقنى فى المسير . صوت عار من غير كلمات ، من غير عبارات ، مجرد دفء الهمس . و حيثما تكون ، تتعاقب الفصول دون ملامستنا ، تمضى و تعود ، خلف الجبال . لا أقوم بأية صلاة من اجل صداقتنا – و تقول أنت حبنا – فهى خارج الكلمات . أنها نبتة عريضة الاوراق مغروسة فى ضميرى و قلبى . تصد عنى التفسخ و العجز فى الانتظار . فيحدث لى أن أمتلئ بالحزن ، و هو حزن بليد و ثقيل يحتوينى كمعطف من النجوم الآفلة . و هنا لا أفعل شيئا . أترك هذه اللحظات التى تفصلنى عنك تمر . انك تبتعد و نظراتك تتحول ، أعرف هذا و لا أستطيع له دفعا . أقتات كثيرا على هذا الشعور الذى أحسه لمجرد التفكير فيك . ان الزمن الذى أسير فيه هو صحراء ، رملها تارة بارد و تارة محرق . أعرف أن الزمن نهر عميق و متقلب . و أنا اتبعه . أنه الحاسة التى تقود نحو مكان لقائنا المقبل

صديقى ، أرجو أن تجدك هذه الرسالة فى صحة طيبة . فهنا ، كما تعلم ، لا ينقصنى سوى رؤية وجهك . و بين انتظارى و عودتك اتساع
بحر ازرق . أقبل يديك

طاهر بن جلون و ثورته الخاصة

اتذكر ذلك اليوم الذى اخبرنى به محمد عن صديقه اليسارى الذى لا يصارح احدا باشتراكيته خوفا من ملاحقات البرجوازيين الذين يحيطون به من كل جانب ، و امتدت مناقشات محمد – و محمد دا يبقى خطيبى – مع زميله اليسارى السرى و فى يوم سألنى محمد هل تعرفين طاهر بن جلون سخرت منه و قلت له مين الاخ دا فقال لى ان صديقه حدثه عن ذلك الاديب الاتى من المغرب العربى و انه يتمتع بإسلوب ادبى فريد ... ووقتها عجبت اشد التعجب و لكنى حبذت ان يكون مخطئا فى اسم الطاهر وطار وان لا يوجد على وجه البسيطة كاتب لا اعرف حتى اسما له ربما ذلك بقايا غرور احاول ان اتخلص منه و ربما حتى لا ازعج نفسى بالبحث عن اعماله
و فى احد الايام قادتنى الصدفة البحتة الى اكثر روايات طاهر بن جلون اهمية والتى حصل بها على جائزة نوبل و هى ليلة القدر ... و لقد صدمنى فى الصفحات الاولى فقد مللت بشكل كبير فى بداية الرواية الى ان انسابت الرواية فى رقة شديدة و صدمتنى اكثر بكثير تلك الرقة ، ذكرنى بشدة بتلك الرحلة الاسطورية لـ الزا بطلة ابنة الحظ و هى تلك الرحلة التى - بعد ان كسرت كل قيود المجتمع بمنح جسدها لمن تحب – بدأتها بحثا عن حبيبها الذى ذهب ليفتش عن الذهب فى قارة اخرى بعيدا عنها باميال قطعتها و هو تتخفى فى شكل شاب يعمل كل الاعمال ليكسب قوت يومه و ليجد المأوى
لقد قام الطاهر بن جلون بمنتهى البراعة بكسر كل قيود المجتمع و بمهاجمته مباشرة حيث قدم والد لا ينجب الابناء يقرر ان يكون طفله القادم - ايا كان جنسه - ولدا و هكذا فأن بطلة الرواية تظل ولدا حتى قبل ان يتوفى والداها مباشرة يقرر تحريرها و تخييرها فى الجنس الذى سوف تكمل به حياته
عبر الكاتب بكل ما تملك من ادوات عن ذلك المجتمع الشرقى الذى يشوه البنات مدعيا الحفاظ على عفتهن و كما اباحت ايزابيل الليندى ذلك التخفى بحثا عن الحب فإن بن جلون قد حرم تلك العبودية و الاغلال التى قد عاشت بها بطلة الرواية رجلا
و لكن اكثر ما قد ابهرنى فى تلك الرواية هو ذلك المزج الرائع بين الصور و التخيلات الذى يصنع منها واقعا جديدا له مذاق مختلف
ان الطاهر بن جلون قد قدم ثورته على ذلك المجتمع الذى لا يقدر سوى الرجال و الذى يدفع بنا دائما الى حافة الجنون . ان رحلة بطلة الرواية بداية من استسلامها لاحضان شخص غريب نهاية بقصة حبها المبتورة انما هى ليست اكثر من ثورة على ذلك المجتمع الشرقى الذى يحتاج الى العديد من ثورات التحرير
و نهاية لا استطيع الا ان اقدم اعتذارى لمحمد و شكرى الحار لصديقه اليسارى السرى الذى رشح لى بشكل غير مباشر كاتب عربى يكتب بالفرنسية اتى بما لم يأتى به الكثيرين من العرب الذين كتبوا بالعربية